الجوامع الأثرية في مدينة دمشق

أهلاً بكم في مدونة الجوامع الأثرية في مدينة دمشق..

تذخر مدينة دمشق بالكثير من العناصر الفنية والتراثية والمعمارية الممتدة عبر العديد من العصور باعتبارها اقدم عاصمة في التاريخ..
في هذه المدونة سيتم التخصص في فن عمارة المساجد الأثرية باعتبارها من أجمل الموارد السياحية في مدينة دمشق والتي تعاني من قلة الاهتمام بها سياحياً .. على الرغم من الأهمية الكبيرة للسياحة الدينية فيها ..
أترك لكم هذه المقالات المتنوعة للتعرف على هذا الفن الرائع مع تمنياتي بالفائدة للجميع..

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

جامع التوريزي



جامع التوريزي


يقع هذا الجامع خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في محلة قبر عاتكة من رأس محلة الشويكة الى الشمال من القبر نفسه بحي باب السريجة بزقاق التوريزي . 
وقد شرع في بنائه سنة 822 للهجرة الموافق 1419 للميلاد الأمير المملوكي غرس الدين خليل التوريزي حاجب حجاب دمشق 
و فرغ من بنائه عام 825 للهجرة الموافق 1422 للميلاد بالقرن الخامس عشر الميلادي.
وهناك خطأ شائع بين عَوامْ الشَوام أن اسمه هو جامع التيروزي كما هو على اللوحة الرخامية وهو خطأ والاسم الصحيح هو جامع التوريزي



وقد بني الجامع على غرار العمائر المملوكية المتميزة بدمشق والتي اتخذت عناصر جديدة بالتخطيط وقواعد البناء و الزخرفة القاشانية ، و يطبعنا البناء بطابع العمارة المملوكية الناضجة في كل من مصر و بلاد الشام بتلك الحقبة والتي اتخذت منحى آخر بعيداً عن فنون وقواعد العمائر الأيوبية التي كانت سائدة في الشام لأكثر من قرن .

فالواجهة عالية مبنية بأحجار أبلقية ذات اللونين الأسود والأبيض ، وتخطيط الجامع يختلف عن تخطيط الجوامع الدمشقية ،. و للجامع صحن واسع مفروش بالحجارة المتقنة، فيه أروقة حسنة و قبلية عالية الأركان ، حسنة الزخارف و المحراب ، و المنبر من أروع التحف الفنية 







ويشتهر حرم المسجد الداخلي بروائع الزخارف الخزفية والبلاطات الفسيفسائية و ألواح القيشاني الملفتة للنظر والمنتشرة بشكل كبير على جدران المدخل الرئيسي للجامع و التي تغطي قواعد الجدران حتى ارتفاع متر و نصف ، وتشبه هذه الزخارف والألواح إلى حد كبير الخزف الصيني القديم 




أما السقف فيتألف من طين و جذوع خشبية متراصة ، كما أنه يميل للانحدار قليل في الرواقين الخارجيين ، ولم يبق من السقف الأصلي القديم إلا الجزء الذي يغطي الرواق المتوسط للحرم نفسه ، وسقف الحجرة الأمامية التي تتقدم الحرم ، وكان السقف مزينا بكتابة يتوسطها شعار رسمي ( رنك ) من العهد المملوكي . 

يتألف المحراب من إطار حجري أملس و تجويف عميق و عمودين جانبيين ، إضافة إلى شريط كتابي يعلو كتف القوس ، و مقرنصات تتوج قوس المحراب نفسه . إن المنبر أصلي وهو مشيد من الحجارة الصقلية ، كما أن الكتابة حُفرت بخط نسخي جميل تملآ كافة المساحات و تزين الحشوات الصغيرة ، مثله في ذلك مثل بقية سطوح الجامع التي تتميز بزخارفها الكتابية المفرطة ، وهو مؤلف من تاج و مقرنصات و مسننات وقبة صغيرة خفيفة الظل الى جانب سدة صغيرة المساحة مصنوعة من الخشب ويعلو المحراب شريط عريض حُفر عليه بالخط النسخي آيات قرآنية من سورة النور وآل عمران







إلا أن بناء المسجد كان بلا منارة ، فقد تم إنجاز بناء الصحن والحرم بدون مئذنة وقد أضيفت اليه مئذنته بعد تسع سنوات من تاريخ بنائه كما ذكر المؤرخ الدمشقي العلبي في كتابه ( خطط دمشق ) ، ولعل هذا التأخير أدى أن تكون المئذنة منفصلة عن بدن الجامع و بينما زفاق التوريزي ، وقد جاءت من أجمل وأرقى مآذن مدينة دمشق بناءً و روعةً و تصميماً . فهي مربعة الشكل على غرار المآذن الأيوبية ، على حين أن مآذن المماليك مضلَّعة . تزيّن المئذنة زخارف كثيرة وعليها كتابة تاريخية و شبيهة الى حد كبير لمئذنة جامع القصب " السادات " و جامع الورد بسوق ساروجة 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق