جامع القلعي
من أعظم مساجد مدينة "دمشق"، يتميز "القلعي" بمئذنة جميلة ورائعة تعتبر من أجمل المآذن المملوكية التي بنيت في ذلك العصر في "دمشق" و"القاهرة"، بني بدون دعائم أو عضائد ليتفرد بطرازه المعماري عن نمط البناء المملوكي.
جامع القلعي :يقع جامع القلعي أو ( جامع الشامية ) في بدايات سوق مدحت باشا بين سوق القطن و بين سوق الصوف بمحلة الخضيرية في حي الشاغور داخل أسوار مدينة دمشق القديمة .
وسبب تسميته نسبة اللمذكور ابو جعفر القلعي وهو : عمر بن علي بن البذوخ القلعي المغربي . أبو جعفر المعروف بابن البذوخ .. طبيب ماهر في الأدوية والأمراض وعلاجها ، عالم بالأدوية المركبة والمفردة ، له معرفة بالطب ، أصله من المغرب ، سكن دمشق حيث كان له دكان للعيادة عاش طويلا وعمي آخر عمره ، وتوفي في الدكان بدمشق عام 576 هجرية الموافق 1180 للميلاد .
كتب ملاحظات على كتب ابن سينا ومن كتبه : (حواش على قانون ابن سينا) و (شرح فصول أبقراط) و (ذخيرة الألباء)
ويعتبر جامع القلعي في سوق مدحت باشا ، وهو من أروع المساجد التي بنيت في مدينة دمشق ، و المئذنة تعتبر من أروع مآذن العالم الإسلامي .
المئذنة : لها سقف خشبي يمتاز به ولا يوجد له مثيل إلاّ في عدد قليل من المساجد في العالم ، فسقفه الخشبي له شكل نصف دائرة ، ومنذ عشر سنوات تأثر المسجد بصاعقة جوية أدّت إلى تصدع رأس المئذنة وجداره الجنوبي الترابي .
فتم ترميمه وإصلاحه بطابع إسلامي أثري ، حيث تمّ ترميم رأس المئذنة وبناء جدار شمالي جديد وإصلاح شبكة التمديدات الكهربائية والمائية وإكساء الجدران بالحجر داخلياً وخارجياً ، وتنفيذ محراب حجري جديد ودورات مياه وموضأ جديدين وإزالة طبقة الطينة القديمة عن أحجار المئذنة وإظهار الحجر القديم وتركيب مانعة صواعق على رأس المئذنة.
و المئذنة مربعة الجذع متعددة الطبقات ، ففي الطبقة الأولى مداميك حجرية عادية واسعة السطوح . وفي الطبقة الثانية الغنية بالعناصر الزخرفية فيوجد ثلاث نوافذ صماء في كل ضلع
وتعتبر كل واجهة من واجهات المئذنة مختلفة على الواجهة الأخرى . فالواجهة الشرقية ، تختلف عن الواجهة الجنوبية رغم التشابه بينهما ، بينما الواجهتان الغربية و الشمالية تختلفان إختلافاً جذرياً عن الشرقية و الجنوبية .
الوجه الجنوبي من جذع مئذنة جامع القلعي
القسم السفلي الأول من جذع المئذنة الجنوبي : مركب على قاعدة مربعة الشكل أخذت شكل جدعها ومزود بشريط من الحجارة المدككة ، ويعلوه الجزء الأول الغنى بالزخارف و النوافذ المحرابيه الصماء والمنحوته بشكل دقيق و جميل جداً ، على حواف الأضلاع يوجد أعمدة لولبية تزينية رفيعة متوجة بمقرنصات صغيرة الحجم .
يتوسط كل ضلع ثلاث نوافذ محرابيه صماء مقوسة ، النافذة الوسطى أكبرهم حجماً بمنتصفها رسومات هندسة ومداميك أبلقية التركيب ، ومتوجة بمقرنصات خفيفة وفي أعلاها محفور( زهرة الزنبقة الدمشقية ) وعلى ما يدو فقدت جميعها حليتها القاشانية الزرقاء ، أما النافذتين الجانبيتين فتطل كل منهما على شرفة صغيرة وكأنها قواعد حجرية مكعبة مركبة على حواف الشرفة المقرنصة ومتوجة بقوس مدبب صغير بحجم فتحة النافذة الصماء
أما الطبقة الثانية من المئذنة .. فيحتوي هذا الضلع على إطار مربع بداخله بحرة كبيرة دائرية متشابكة و أطر حجرية بارزة مضفورة ومستديرة يجاورها أربع دوائر صغيرة ضمن إطار محزز ومزخرف يتوسط كل دائرة قمرية ، وعلى ما يبدو فقدت جميع القمريات حليتها الزرقاء الخاصة بها من القاشاني الزنجارية (الخضراء الضاربة للزرقة) ، و يليها مباشرة الشرفة المتخذة الشكل الدائري لكثرة أضلاعها والجاثمة على مقرصنات محفورة بشكل جميل رائع .، ويحيط بالنوافذ مقرصنات جميلة جداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق