جامع القاري ومئذنته المملوكية العثمانية
يقع مسجد عمر الجلبي السفرجلاني المعروف بجامع القاري داخل أسوار مدينة دمشق القديمة بمحلة السعدية ، حارة حمام القاري بحي الخراب بين أحياء مئذنة الشحم و بين القيمرية بالقرب من بيت يوسف أفندي عنبر و الشهير بمكتب عنبر . الواجهة الشرقية لمسجد عمر الجلبي السفرجلاني المعروف بجامع القاري لمسجد عمر الجلبي السفرجلاني المعروف بجامع القاري جبهة حجرية جنوبية ، وجبهة شرقية فيها الباب ، وعلى الجبهتين تقوم مئذنة حجرية عالية حسنة الزخرفة ، وللجامع صحن مستطيل صغير فيه إيوان كتب على حائطه الغربي : بناء ذا الجامع تاريخه في آية جاءتك فاقرأ تجد لمسجد أسس على التقوى من أول يوم و جد سنة 1111 هجري . و بجانب إيوان الجامع يوجد حرم بيت الصلاة ، وله سقف خشبي قديم مزخرف كتبت على إطاره سورة الرحمن بتاريخ سنة 1110 للهجرة ، وفيها شباكان بديعا الزخرفة ، أما المحراب و المنبر عاديان
استحوذت هذه المئذنة على اهتمام كثير من الباحثين العرب والأجانب ، والتقطوا صوراً فوتوغرافية لها ، لإعجابهم بفن عمارتها ، ولجمال هيكلها ، ورقش جذوعها ، و تناسق أجزائها ، وكذلك لأنها تمثل الهيكل المعماري الشامي الأصيل الممزوج بين فن العمارة العثمانية والمتأثرة بفن العمارة المملوكية الماثلة إلى اليوم في مدينة دمشق . وتعود حقبة الصورة الى عام 1908 للميلاد .
تضررت هذه المئذنة كما ورد في رحاب دمشق للعلامة محمد أحمد دهمان أثر زلزال دمشق الشهير سنة 1173 للهجرة الموافق 1759 أيام سلطنة السلطان العثماني عبد الحميد الأول ، فرممت ، ثم جُدد الجامع و ربما شمل المئذنة في عام 1345 للهجرة الموافق 1926 للميلاد
صّنفت مئذنة جامع القاري بأنها مبنية على الطراز الشامي بتأثير مملوكي و أطلق عليها لفظ ( أرقش ) ، وهي من المآذن القليلة المشيدة في العهد العثماني على الطراز الشامي بتأثير مملوكي أرقش .
فجذعها مثمن الأضلاع كثيف الرقش بالأشرطة البسيطة ، والأشكال الهندسية الحجرية ذات اللون الأسود كالمثلثات ، و المسدسات ، وأشباه المنحرف ، و النجوم ثمانية الرؤوس .
يحمل هذا الجذع شرفة مثمنة تتدلى من أسفلها مقرنصات غنية منها مقرنصات عميقة الحفر ، و مقرنصات خفيفة بالتناوب ، ويحيطها درابزين حجري مزخرف مثمن الشكل ، يعلوه مظلة خشبية مثمنة على غرار الشرفة ومثبتة على الجذع العلوي المكون من طبقتين ، والمزدان بأشرطة أبلقية التركيب بيضاء و سوادء بسيطة ، والعلوية بأشرطة منكسرة الخطوط ، وينتهي رأس المئذنة بذروة بصلية على غرار المآذن المملوكية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق