الجوامع الأثرية في مدينة دمشق

أهلاً بكم في مدونة الجوامع الأثرية في مدينة دمشق..

تذخر مدينة دمشق بالكثير من العناصر الفنية والتراثية والمعمارية الممتدة عبر العديد من العصور باعتبارها اقدم عاصمة في التاريخ..
في هذه المدونة سيتم التخصص في فن عمارة المساجد الأثرية باعتبارها من أجمل الموارد السياحية في مدينة دمشق والتي تعاني من قلة الاهتمام بها سياحياً .. على الرغم من الأهمية الكبيرة للسياحة الدينية فيها ..
أترك لكم هذه المقالات المتنوعة للتعرف على هذا الفن الرائع مع تمنياتي بالفائدة للجميع..

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

جامع الدرويشية

جامع الدرويشية







الوصف العام :

• بناه الوالي درويش باشا في المنطقة العقارية.
• يقع جامع الدرويشية مقابل قلعة دمشق الأثرية وحي سيد عامود "الحريقة" خارج أسوار المدينة القديمة ومجاوراَ لبازار الدرويشية (أي سوق الدرويشية)، والذي يعتبر من أهم أسواق الشام.
• أطلق عليه أهل "الشام" اسم "جامع القباب" لكثرة قببه.



الوصف التاريخي :

• قد بدأ في إنشائها والي الشام العثماني درويش باشا رستم في نفس العام الذي تم تعيينه والياً على الشام سنة 979 ه‍ـ/ 1571م وانتهى من بنائها في سنة 982 هـ/ 1574 م. زمن السلطان العثماني مراد خان الثالث ابن السلطان سليم الثاني كما هو محفور على اللوحة الرخامية عند باب الجامع.
• أوقف درويش باشا بعد بناءه أوقاف كثيرة منها: حمام القيشاني – خان الحرير وغير ذلك.
• هذا الجامع من أعظم جوامع دمشق وأبهاها منظراً وأغناها نقوشاً وزخارفاً أما محرابه ومنبره فهما آيتان من آيات الفن.
• قد مر على الجامع حوادث عديدة وقد تم تغيير وتبديل لكثير من المعالم الأثرية الأساسية خلال عمليات الترميم السابقة وقد إستبدلت بمواد غير مناسبة للأصل.



الوصف المعماري :

• يتألف من: حرم الجامع – فتحة سماوية تتوسطها بحرة وسبيل ملاصق للجامع من الخارج بالإضافة إلى تربة ملاصقة للجامع تضم رفاة الوالي درويش باشا.
• لم يتبع مهندس المسجد عند بنائه لهيكل قواعد بناء القبة وحرم بيت الصلاة للطابع العثماني الكلي فيه، لكن المنارة الخاصة بالمسجد جاءت عثمانية بحته، فالمهندس جعل محيطها من الحَجَر الأبيض الجميل، وجعل بوابتها كبيرة نوعاً ما.

• تعلو الجامع قبة ضخمة الحجم فوق حرم بيت الصلاة ويحيط بها عدة قباب صغيرة الحجم على نحو العمائر العثمانية.
• يبدو باب الجامع الخشبي الصنع ضمن قوس على شكل محراب حجري أبلق التركيب مع إستخدام المدك في تركيبة القوس ويعلوه لوحة مزخرفة تشير إلى تاريخ بناء الجامع حيث ترتفع فوقه المئذنة.
• المئذنة ذات جذع طويل مثمن ؛ يبدأ بقاعدة هرمية للجذع وتقطعه الأشرطة التزيينية، وفي القسم الأعلى للجذع توجد شرفة حجرية مضلعة البناء.
• سقطت مظلة المئذنة في القرن الماضي وقد أعيد بنائها مرة أخرى في عام 1365 للهجرة الموافق 1946 للميلاد عندما تم تجديد الجامع ككل والمئذنة معاً.





• صحن الجامع مستطيل الشكل، تتوسطه بركة مياه ( بحرة ) حجرية مضلعة ومطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن.
• والرواق يقع في جنوب الصحن ويعلو الرواق خمس قباب صغيرة.
• أما الجدران فهي أبلقية التركيب وتنتهي بعتبة حرم بيت الصلاة الغني بألواح الخزف الدمشقي وبروائع القاشاني الشامي والذي يغطي أكثر جدران حرم بيت الصلاة الداخلي.
• حرم بيت الصلاة عبارة عن قاعة كبيرة مستطيلة الشكل، تغطيها سبع قباب متواترة ومستديرة.




• كذلك يتوسط المحراب الجدار الجنوبي من الحرم، ويعد آية في الإبداع والفن، ويعد المحراب من أكثر مساجد الشام نقشاً برخام المدكك ذو رسوم هندسية دقيقة جداً.
• والملاحظ أن الزخارف الرائعة تزين الجامع من بابه إلى محرابه بأشكال وأنواع كثيرة، في حين شيدت المئذنة فوق المدخل، وقاعدتها بشكل مربع يتحول إلى مثمن . ويخالف شكل هذه المئذنة وأسلوب بنائها ما كان مألوفا في عصر بناء الجامع، وذلك لأنها شيدت في زمن لاحق على الطريقة الشامية، في أعقاب تهدم المئذنة.
• أما منبر جامع الدرويشية فهو مصنوع من المرمر، وأهم ما فيه قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقة.




• الإضافات على المسجد تبدو كأنها منفصلة عنه، فالمسجد يضم من الناحية القبلية التربة الدرويشية التي دفن بها الوالي، وبجوار ضريحه يوجد ضريح آخر يمكن أن يكون لزوجته.
• كما يحتوي المسجد من الناحية نفسها غرفاً للتدريس وللمدرسة التي تعلوها قبة.





جامع السنجقدار

جامع السنجقدار



الوصف العام :

• يقع في محلة السنجقدار بدمشق تحت القلعة من الجانب الغربي، مقابل سوق السروجية.
• معنى اسم "السنجقدار" تعني من يحمل الراية خلف السلطان أو الأمير، وأصلها تركية مكونة من مقطعين "سنجق" بمعنى العلم أو الراية أو الرمح ، و "دار" تعنى ممسكاً او حاملاً ..


الوصف التاريخي :

• كان موضع الجامع قديماً مسجداً صغيراً يقال له مسجد "الحشر".
• هدمه أرغون شاه وبنى مكانه "السنجقدار" عام 749 هـ ، لكنه ذبح قبل تمامه، كما حصل للأمير يلبغا من قبل ، ودُفن في أحد جوانب الجامع .
• ثم جدده في العهد العثماني سنان آغا «آغا الإنكشارية» سنة 1008هـ/1599 م قبل مقتله سنة 1010هـ فجاء الجامع على أحسن ترتيب، هذا التجديد لم يبق من جامع أرغون إلاّ الواجهة والتربة بقبتها.


الوصف المعماري :

• له واجهة حجرية عالية من الحجر الأسود والأبيض (الأبلق)، وفي الواجهة باب مقرنص لطيف كتبت عليه أبيات تركية وعليها تاريخ 1236هـ.
• صحنه صغير مفروش بالحجارة السوداء والبيضاء والموزاييك، يوجد به قبة عالية جداً ، فيها محراب وأربعة قبور، ب وقد سُقف الصحن، وفي غرب الصحن سقاية من نهر بانياس.
• أما قبلة الجامع فهي قائمة على ثلاثة قناطر ضخمة تقوم على أعمدة عالية.
• كما كانت له مئذنة من «جص» تهدمت، فبنت دائرة الأوقاف المئذنة الموجودة حالياً في قبلته من جهة الشرق.
• جُدد في سنة 1236هـ، وفي سنة 1334هـ أزيحت واجهته إلى الوراء لتعريض الشارع.
• إلى يمين الداخل للجامع قبة عالية فيها أربعة قبور، كتب على الأول القبلي أنه قبر «العباس بن مرداس» الصحابي حامل لواء (سنجق) الرسول، والقبر الذي يليه مكتوب عليه أنه قبر «خُفاف بن ندبة» المتوفى سنة 20هـ، وعلى القبر الثالث كتب «روق بن دثار» ، أما القبر الرابع فقد كتب عليه اسم امرأة، قيل إنها إحدى النساء الصالحات.
• وتعتبر أهم آثار المسجد المملوكية واجهته الحجرية الجميلة، ومقرنصات بوابته، والتربة المسقوفة بقبة إلى يمين المسجد، ومئذنة رشيقة.





جامع تنكز


جامع تنكز



يقع جامع تنكز في مدينة دمشق القديمة خارج السور، على العقار/ 1036 / في المنطقة العقارية بحصة وسنجقدار, غير بعيد من باب النصر الذي هدمه جمال باشا في مطلع القرن العشرين عند مدخل سوق الحميدية. تطلّ واجهته الرئيسية الجنوبية على شارع النصر، وتطلّ مئذنته الأثرية من الجهة الشمالية على ساحة الشهداء (المرجة) ، وتجاوره غرباً التكية المولوية ومبنى سكة الحجاز، ويجاوره شرقاً القصر العدلي .


وهو مشيّدة مملوكية , أنشأه نائب السلطنة المملوكية في الشام ملك الأمراء الأمير سيف الدين أبو سعيد تنكز الناصري في سنة 717هـ/1317م ، واكتمل بناؤه سنة 718هـ/1318م , وأنشأ إلى جانبه تربةً وحماماً. وهو الأمير الكبير المهيب , وصل إلى دمشق في عهد السلطان الملك الناصر سنة 712هـ/1312م , فتمكن من النيابة , وعظم شأنه , وهابه الأمراء بدمشق وأمن الرعايا , ولم يكن أحد من الأمراء ولا من أرباب الجاه في عهده يقدر على ظلم ذمّي أو غيره. ولم يزل في الارتقاء وعلوّ الدرجة حتى أصبح المقرّ الكريم العالي الأميري , ويلقّب بالأتابك القائدي , وينعت بمعزّ الإسلام وسيّد الأمراء في العالمين. ثمّ غضب عليه السلطان , فاستدعاه إلى الإسكندريّة سنة 740هـ/1339م وتأسف أهل دمشق عليه بعد أن حكم فيهم بالخير 28سنةً متتالية. ثم قضى الله فيه أمره.ولما كان في سنة 744هـ/1343م حضر تابوته من الإسكندرية إلى دمشق , ودُفن في تربته التي أنشاها شرقي جامعه , وتنكز كلمة تركيّة تعني البحر. عُرف بأعماله المعماريّة والعمرانيّة والخيريّة المتعدّدة ؛ فعمّر تربة لزوجته , ودار القرآن والحديث, وجدّد أبنية المساجد والمدارس, وجدّد القنوات ووسّع الطرقات في دمشق. وأنشأ 23 بلدة في سهل البقاع , بعد أن حوّل أراضيه من مستنقعات تعمّ معظمه إلى أراضٍ زراعيّةٍ غنيّةٍ , بعد أن حفر أقنية أفرغت مياه المستنقعات في مجرى نهر الليطاني. وأنشأ بالقدس رباطاً , وعمّر سور القدس , وساق إليها الماء وأدخله إلى الحرم , وعمّر على بابه سقاية , وعمّر بها حمامين وقاسارية. وعمّر بصفد البيمارستان والخان. وعمّر في القاهرة داراً عظيمةً وحماماً وحوانيت وغير ذلك.وله غير ذلك الكثير في سائر بلاد الشام من آثار وأملاك وعمائر.

في سنة 795هـ/1392م , أجرى الامير صلاح الدين بن محمد بن تنكز في عهد السلطان الظاهر برقوق إصلاحات شاملة للجامع ، فعاد أجمل ممّا كان. وفي القرن 9هـ/15م زاره البدري ووصفه وصفاً يبيّن مدى جماله وروعة بنائه ، وبقي محافظاً على بهائه حتى أواسط القرن13 هـ/19م. ففي سنة1247هـ/1831 م اتّخذه إبراهيم باشا المصري ثكنة عسكريّة. وأصبح في فترة الاستعمار الفرنسي مدرسةً حربيّةً حتى سنة1356هـ/1937م , حين أخلته فرنسا , فعاد جامعاً وصفه طلس بقوله:

"للجامع جبهة حجريّة طويلة فيها أربعة أبواب , اثنان منها يؤديان إلى القبليّة واثنان يؤديان إلى الصحن يحصران بينهما عشرون شباكاً على خط الاستواء. وبين الباب الأول الآتي من شارع جمال باشا(النصر) والباب الثاني مزولة رخاميّة. وإلى يمين الداخل من هذا الباب الأول قبة ضريح الواقف وولده. وأمام باب قبة الضريح باب يؤدي إلى القبليّة , وهي فسيحة عظيمة تقوم على عشرة قناطر تحتها عضادات متينة , من فوقها سقف من الخشب المتين.








الجامع المعلّق

الجامع المعلق



الموقع:


الجامع المعلق في مدينة دمشق القديمة ويسمى بجامع بردبك الآشرفي من الأبنية التاريخية الهامة، لتميزه بشكله الجميل على طراز فن العمارة الإسلامية العريق، فضلاً عن النقوش والمقرنصات والزخارف التي يتميز بها عن بقية الجوامع والأبنية التاريخية القديمة. الجامع مبني بالحجر الأبلق، يصعد إليه بسلم حجر وله مئذنة شاهقة تطل على بابه، وشبابيكه تطل على نهر بردى وله صحن وبركة وإيوان وله باب ثان، وفي سنة 1058 هـ نزلت صاعقة فأصابت رأس المئذنة فهدمت شيئاً من بنائه، فتكفل نائب الشام يومئذ بعمارة ما خرب لكنه لم يعده كما كان. الجامع المعلّق نموذج من الأوابد المملوكية، وهو معبّر أيضاً عن الطريقة التي كان المماليك يفكرون بها. يقع الجامع بين باب الفرج والفراديس في منطقة العمارة البرانية خارج سور دمشق .

سبب تسميته بالمعلق:


1- سمي بالمعلّق لأنه مرتفع عن الأرض قليلاً، ولأنه معلق بشكل أو بآخر إذ يقع على نهر بردى.والناس يسمونه بالجامع الجديد أو جامع بردبك أو جامع بين الحواصل، فالتسمية الأولى نابعة من تكرار ترميمه إذ جدد العام 1058 للهجرة بعد أن ضربته صاعقة وألحقت أضراراً به وهوى رأس مئذنته، فأعيد بناؤها على الطريقة المملوكية لمساجد القاهرة، ثم جدد مرة أخرى العام 1328 هجرية

2-أما التسمية الثانية فتعود لبانيه بردبك الأشرفي إينال، الذي بني في قناطر السباع في مصر جامعاً هائلاً، وبنى مثله في غزة ودمشق العام 826 للهجرةوالمعروف عن هذا الأمير أنه كان مقرباً من الأشرف إينال ونفي إلى مكة حيث قتل في طريق العودة العام 868 هجرية ودفن في مكة المكرمة وتعود التسمية الحالية إلى الواقع المحيط بالمسجد، المعروف عن منطقته أنها ساحة للأسواق يتم استعمالها المسجد واسع جداً ومبني على الطريقة المملوكية باستعمال الحجر الأبيض والأسود بالتناوب، إضافة لنوافذه التي سُوّرت بالحديد على شكل شبك. وبوابة المسجد لا تتبع الطراز المملوكي إذ أنها ليست مرتفعة، وتوحي زخارف الباب بأنه جدد عندما تم تجديد المسجد أخيراً، فتم الاحتفاظ بالشكل الأساسي مع تبديل ما تلف من أثاثه. وفي الجامع - كغيره من المساجد المملوكية - ثماني غرف للطلاب في الطابق العلوي، لكنها اليوم جزء من المسجد، ورواد الجامع قليلون نسبياً لأنه يقع في منطقة الأسواق.

وما يتميز به هذا المسجد عن باقي المساجد المملوكية:


أولاً- يعتبر مسجداً مملوكياً أصيلاً لم يُبنَ على أنقاض مسجد أقدم منه، فالمساجد والمدارس المملوكية كانت تقام عادة على أنقاض مساجد قديمة، فهي عملياً تمثل حالة ترميم وتعبر عن توسع عمراني، بينما المسجد المعلّق بني بشكل مستقل.
ثانياً- يتفرد بموقعه البعيد نسبياً عن الفعاليات العلمية والدينية، فالمماليك غالباً ما كانوا يبنون مدارسهم في محيط دمشق القديمة، أو في منطقة الصالحية، وذلك للبقاء قريباً من رجال الدين والعلماء، أما الجامع المعلق فبعيد عن هذه المناطق بل يكاد يكون معزولاً عن التيارات التي سادت في تلك الفترة وكان المماليك يخطبون ودها.