الجوامع الأثرية في مدينة دمشق

أهلاً بكم في مدونة الجوامع الأثرية في مدينة دمشق..

تذخر مدينة دمشق بالكثير من العناصر الفنية والتراثية والمعمارية الممتدة عبر العديد من العصور باعتبارها اقدم عاصمة في التاريخ..
في هذه المدونة سيتم التخصص في فن عمارة المساجد الأثرية باعتبارها من أجمل الموارد السياحية في مدينة دمشق والتي تعاني من قلة الاهتمام بها سياحياً .. على الرغم من الأهمية الكبيرة للسياحة الدينية فيها ..
أترك لكم هذه المقالات المتنوعة للتعرف على هذا الفن الرائع مع تمنياتي بالفائدة للجميع..

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

جامع الحبوبي - مئذنة الشحم


جامع الحبوبي - مئذنة الشحم





يقع جامع الحبوبي ومنئذنة الشحم داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في جادة مئذنة الشحم المتممة لسوق مدحت باشا عند التقاء الجادة بزقاق ناصيف باشا أما تسميته بجامع الحبوبي فهو غير معروف الأصل ؟ و ربما يعود إلى الشيخ تاج الدين أبو الفضل يحيى الحبوبي الدمشقي ، كان من أعيان أهل دمشق ولي نظر الأيتام والحسبة ، ثم وكالة بيت المال ، يسمى أيضاً بمسجد السوق ، وهو مسجد صغير ليس فيه شيء يُذكر سوى محراب لطيف ، وله منارة حجرية مربعة الشكل جميلة سُميت المحلة كلها باسمها ( مادنة الشحم ) حسب لفظ أهل الشام من العوام لها وكانت تعرف قديماً بعقبة الصوف 

- مئذنة الشحم، كانت هذه المئذنة الخالدة في منتصف سبعينات القرن التاسع عشر ( رمزاً ) لمدينة دمشق ، وتم تشيدها طبعاً في العهد المملوكي ، ولا يزال قسمها السفلي محافظا على بنائه من ذلك العهد .
أما قسمها العلوي فقد تم تجديده في العهد العثماني ، و ترتفع في العمقعلى طول امتداد السوق ( قبتي خان سليمان باشا العظم ) واحدة كانت محافظة على شكلها و الثانية تهدمت ، ثم تبدو مئذنة جامع هشام تليها في العمق مئذنة جامع القلعي .
في جهة اليسار أرى قباب خان أسعد باشا العظم المتاخم لسقف سوق البزورية الشهير .
في العمق تبدو بصعوبة مئذنة جامع سنان باشا / السنانية و مئذنة المدرسة السيبائية أو جامع الخراطين في العقد الثاني من القرن العشرين . 
بقيت مئذنة الشحم أحقاباً متعاقبة مفصولة عن الجامع وبينهما زقاق ناصيف باشا إلى اليوم . وترتفع المئذنة فوق قاعدة حجرية مربعة ضخمة غير أبلقية لعلها آخر ما تبقى من المئذنة المملوكية ، وفوقها جذع مربع أيوبي الطراز أضيق قليلا من القاعدة ، مشيد بالمداميك الحجرية ذو الألوان المتناوبة الأبيض تارة و المزي الرماني و الأسود (الأبلق ) تارة أخرى ، وصولا الى الشرفة ذات اثني عشر ضلعا . وعليها درابزين خشبي بدائي الصنع ، ومظلة محمولة على أعمدة خشبية على نمط الشرفة ، وعليها ما يسمى ( بالخص الخشبي ) الذي يحمي المؤذن من أشعة الشمس و من أمطار الشام الغزيرة ، ثم يأتي الجوسق المسدس يعلوه محاريب صماء وصولا الى الذروة على شكل شبه خوذة قريبة من الذرى الأيوبية ، لتنتهي برمح قصير ذو تفاحتين و هلال مغلق ، وقد جرى تجديد ما ورد آنفا في فترات زمنية متفرقة

أما سبب تسميتها ( بمادنة الشحم ) غير معروف ؟ ؟ .. إلا أنها أطلقت على الحي الذي تقع فيه . 



أما الشرفة المربعة وما يليها فمن العهد العثماني كما أسلفنا آنفاً ، ويرتفع في رأس هذه المئذنة جوسق اسطواني الشكل بطبقتين تحملان ذروة هي أشبه ما تكون إلى نبتة البصلة منها إلى الذروة الصنوبرية لتنتهي برمح بثلاث تفاحات و هلال مفتوح إلى الأعلى ، وبذلك أصبحت من المآذن المهجنة بالتجديد . 

تقوم مئذنة الشحم على قاعدة حجرية ضخمة جداً و مكونة من أحجار كبيرة و ضخمة الحجم وهي أقدم عهدا من بناء جذع المئذنة ، و تتألف من أربعة مداميك من الحجارة الكلاسيكية الغير منحوتة ، ويبدو لي أنها كانت موجودة في مكانها الأصلي قبل بناء المئذنة . ثم يليها ثلاثة مداميك إسلامية منحوتة بشكل جيد مقولبة مائلة و متموجة الشكل ، و تليها مداميك مشيدة بحجارة صغيرة محفورة حفرا عميقا وهي بمثابة الطنف الفاصل بين بناء حجارة القاعدة الضخمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق